المسئولية المشتركة للرجل والمرأة في تحديد نوع الجنين – قصة بحث

قد لا يكون الحديث عن  المسئولية المشتركة للرجل والمرأة في تحديد نوع الجنين ليس جديدا , فهذا هو عنوان البحث الذي قدمته في مؤتمر الإعجاز العلمي الثامن الذي عقد بدولة الكويت في عام 2006 م , وبالرغم أنني مقدم هذا البحث والذي ورد به تفسيرا حديثا علي خلفية المعرفة العلمية المتطورة وللآسف فقد  وجدت أن  بعض المواقع والمنتديات تقدم البحث دون إشارة إلي كصاحب لهذا البحث والذي يعد إعجازا علميًا للحديث الذي رواه ثوبان  , وبناءا علي  ذلك وجدت أن أشير إلي ذلك  في موقعي الشخصي الطب للإيمان  إثباتا لملكيته الفكرية , أما ما يخص طبعه أو نشره فيمكن العودة إلي موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة وتسهيلا لذلك  سأضع رابطا للبحث علي موقع الهيئة , أما  في السطور التالية فسوف أروي لزوار الموقع قصة هذا البحث …

كنت دائما أحاول فهم الحديث النبوي الشريف الذي رواه ثوبان مولى رسول الله عليه وسلم , قال : كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود ،فقال : السلام عليك يا محمد – الحديث بطوله – إلى أن قال : جئت أسألك عن الولد ؟ فقال : ماء الرجل أبيض, وماء المرأة أصفر, فإذا اجتمعا, فعلا مني الرجل مني المرأة : أذكرا بإذن الله , وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله ..” (صحيح مسلم :  كتاب الحيض , 315).

وكان هذا الحديث وتأويله موضوع جدل كبير بين فقهاء الدين وعلماء الأجنة سواء قديما أو حديثا , كما كان هناك العديد من النقد لهذا الحديث من أعداء الإسلام وصل في بعض الأحيان إلي السخرية من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم , وكان أكثر ما يؤلمني هو أني وبالرغم من تخصصي في علم الأجنة, عدم قدرتي علي وضع تفسير مقنع وعلي أساس علمي للحديث الشريف والذي كمسلم أعلم أنه لا مطعن فيه …

وفي أحد اجتماعات مع فضيلة الشيخ / عبد الله المصلح , الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة , عندما كنت عضوا للجنة الطب وعلوم الحياة بالهيئة , سأل الشيخ المصلح  : ألا يوجد دور للبويضة في عملية الإخصاب ؟؟   هنا كانت بداية هذا البحث كفكرة , فاستعنت بالله وقررت أن تكون البداية من البويضة وليس من  ماء المرأة  أو منيها , وخلال هذا الوقت كنت أقيم بمكة المكرمة , فكنت أذهب إلي المسجد  الحرام وأدعو الله أن يوفقني في إيجاد  تفسير لنصرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورفعة  الدين الإسلامي العظيم…

وكان أول شيء قمت به هو مراجعة ما وجد في المراجع وكتب اللغة و علم الحديث في تفسير الحديث النبوي وأيضا  أحدث الحقائق  العلمية المؤكد صحتها والتي ترتبط بتفسير هذا الحديث النبوي الشريف …

فقبل ظهور العلوم  التجريبية وبالذات علم الأجنة ، كان السائد أن مسئولية ولادة طفل ذكر أو أنثي تتحملها المرأة وحدها ، و لا يوجد أي دور للرجل في تحديد جنس الطفل ، و لكن مع تطور العلوم و تقدم وسائل البحث العلمي واكتشاف نوعين من الحيوانات المنوية ؛ هما النوع الحامل للصبغي (Y) , والنوع الحامل للصبغي (X) ، ومنذ ذلك الاكتشاف وعلماء الأحياء يعتبرون أن الذكر هو المسئول عن تحديد جنس الطفل ولا يوجد أي دور للمرأة في هذه العملية ,  وعلي العكس من ذلك كانت الأحاديث الشريفة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم منذ القرن السابع الميلادي تنص بشكل واضح و صريح علي أن تحديد نوع الجنين مسئولية مشتركة بين الرجل والمرأة وهذا الحديث الذي رواه ثوبان مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعبر بصدق عن اشتراك الرجل و المرأة في ذلك ..

وبمراجعة أحدث الحقائق  العلمية المؤكد صحتها والتي ترتبط بالكيفية التي يحدث بها تحديد نوع الجنين , وجدت أن الخصائص الكهربائية  للبويضات والحيونات المنوية  ودورها في إتمام عملية الإخصاب هي محور الأبحاث في هذا  الشأن ,  فالحوين المنوي الحامل للصبغي (X) يحمل شحنة سالبة , و الحوين المنوي الحامل للصبغي   (Y)  يحمل شحنة موجبة , أما عن الشحنة الكهربائية للبويضة فقد تم  اكتشاف  الدورة القضبية  للغشاء الخلوي للبويضة 

(The polarity cycle of the ovum membrane) وفيها تحمل البويضة شحنة كهربائية غير ثابتة تتغير من موجبة إلي متعادلة إلي سالبة , وإلي سالبة في دورة من الممكن توقعها ولكنها  منفصلة تماما عن دورة الطمث (الحيض) , وعندما تكون البويضة موجبة الشحنة فإنها تجذب إليها الحوينات المنوية الحاملة للصبغي  x    ذو شحنة سالبة , و يتكون جنين أنثي , أما عندما تكون البويضة سالبة الشحنة , فانها تجذب إليها الحوينات المنوية الحاملة للصبغي  Y  ذو شحنة موجبة ويتكون جنين ذكر, أما في الفترة الزمنية التي تكون فيها البويضة متعادلة الشحنة , تكون فرص اندماج الصبغي X أو Y مع البييضة متساوية و تكون نسبة الأجنة الذكور إلي الإناث  50:50 …

والسؤال , كيف يمكن أن تنطبق هذه الحقائق وتتوافق مع  الحديث الذي رواه ثوبان , فكان من الضروري مراجعة بعض قواعد علم الطبيعة التي تخص الشحنة الكهربائية حيث  يوجد نوعان من “الشحنات الكهربائية” (Electric charge) ، وهما “الشحنة الموجبة” (positive) ويرمز لها بالرمز (+) : وتعني نقصان عدد كبير من الإلكترونات في الجسم ، و “الشحنة السالبة” (negative) و يرمز لها بالرمز (-) : وتعني تجمع عدد كبير من الإلكترونات في الجسم  ، تتجاذب الشحنات ذات الطبيعة المختلفة ، فإذا اقترب جسيمان مشحونان بشحنات ذات طبيعة مختلفة، وكانت للجسيمان حرية الحركة، فإن كلا منهما يجذب الآخر، وإذا كان أحد الجسيمين بروتونًا، والآخر إلكترونًا، فإن البروتون هو الذي يجذب إليه الإلكترون، عند اقترابهما ؛ لأن كتلة البروتون أكبر بكثير من كتلة الإلكترون ، وأيضا تتنافر الشحنات ذات الطبيعة المتماثلة : أي أن شحنتين موجبتين أو شحنتين سالبتين ، إذا اقتربتا لمسافة معينة ، تظهر بينهما قوى ميكانيكية ، تعمل على دفع الشحنة ذات الكتلة الأقل ، بعيدًا عن الشحنة ذات الكتلة الأكبر ، بناء علي هذه الحقائق الكهربائية ، تكون الشحنة الموجبة هي الأعلى كهربائيًا نظرًا لقدرتها علي جذب الإلكترونات من الشحنة السالبة…

و بتطبيق القواعد السابقة علي الخصائص الكهربائية للبويضة و للحوين المنوي عند عملية التخصيب ومقارنتها  علي نص الحديث الشريف , سيبهرنا  التطابق مع مفردات هذا الحديث المعجز لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , فتبعا للحقائق الجديدة فإن  اندماج الحيوان المنوي مع البويضة يعتمد علي الخصائص الكهربية لهذه الخلايا الجنسية…

فعندما تكون البييضة “سالبة الشحنة” فإنها تجذب إليها الحوين المنوي (Y) الذي يحمل شحنة موجبة  وينتج “طفل ذكر”، وبما أن الحامل للصبغي “الشحنة الموجبة” هي الأعلى حسب قواعد الطبيعة  يكون مني الرجل هو الأعلى و بذلك يكون علو مني الرجل سببًا في إنجاب “طفل ذكر” ، وهذا يطابق ما أوضحه الحديث النبوي بشكل مذهل ” فإذا اجتمعا ، فعلا مني الرجل مني المرأة : أذكرا بإذن الله ” …

و أما إذا كانت البييضة موجبة الشحنة فإنها تجذب إليها الحوين المنوي الحامل للصبغي (X) الذي يحمل شحنة سالبة و ينتج “طفل أنثى” ،وهذا ما أوضحه أيضا الحديث النبوي ” وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله ” …

وعلي ذلك يكون هناك دور مشترك للرجل والمرأة في تحديد جنس الطفل ، ومن خلال البحث  يتضح لنا صدق حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأنه  يقدم إعجازًا علميا جديدًا يضاف إلي ما سبق من معجزات نبوية و التي لابد أن تكون وحيا من الله العليم الذي يعلم كل شيء ، ما نعلم وما لا نعلم ، يقول الله تعالي : ” أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير” (سورة الملك , 14)..

لمشاهدة عرض الفيديو للبحث في مؤتمر الكويت , يمكن الضغط علي الروابط التالية:

http://www.youtube.com/watch?v=CIzV4DLNE4Q

http://www.youtube.com/watch?v=8S9gIiP0ugw

وللحصول علي البحث كاملا  نسخة PDF , يضغط الرابط التالي :

http://www.eajaz.org/arabic/pdf/51.pdf

ملحوظة :

في حالة عدم توفر الفونت Arabic Transparent – font   علي جهازك , فلن يظهر النص بشكل سليم وسيظهر النص علي شكل نقاط فقط , والحل بتنزيل الفونت (  Artro) من الرابط  التالي:

http://www.thfonts.com/artro/?get=true&casp=448&id=347

يمكنكم مطالعة المقال علي موقع الطب للإيمان:

http://www.medicine4faith.net/Ar/?p=325